الرغبة وحدها لاتكفي لتعلم اللغة الإنجليزية!

يخبرنا معلمو اللغة الإنجليزية و أهل الاختصاص أن المتعلمين الناجحين هم أولئك الذين يتمتعون برغبة كبيرة نحو تعلم اللغة الإنجليزية. وعندما نفكر في الأمر فهذا صحيح، فمن دون رغبة ستتحول صورة التعلم البراقة والمفعمة بالألوان إلى صورة الأبيض والأسود. لكن هل تكفي الرغبة فقط لنجاح التعلم؟

تعلم اللغة الإنجليزية الناجح يحتاج معه الشخص إلى رغبة كبيرة واستمتاع واضح وقد أشرنا إلى ذلك في أكثر من مقالة. تفضل هنا على سبيل المثال. المتعلم المستمتع بتعلم اللغة الإنجليزية يتحدث عن نجاحاته فيها، وقد يتحدث عن الصعوبات التي تواجهه نحوها، وقد يرغب بالتحدث مستخدما هذه اللغة مع الأصدقاء ومع الأجانب ربما، هو متعلم يكّون علاقات إيجابية مع المتحدثين باللغة الإنجليزية ويحاول ذلك حتى لو وقفت أمامه الحواجز، فسيبحث عن متحدثين عبر تطبيقات الجوال و شبكات التواصل و وعالم الانترنت الواسع.

هل هناك غير الرغبة للنجاح؟

ولكن.. هل يمكن أن تكون هذه الرغبة والشعور الإيجابي نحو تعلم اللغة كافية لتحقيق النجاح؟ وجدنا في دراسة عرضنا نتائجها في مؤتمر تعلم اللغات الأوربي لعام ٢٠١٧ أن هناك تفصيل مهم. فقد كشفت النتائج أن الرغبة لتعلم اللغة ترتبط إيجابياً بنجاح التعلم عبر الدافعية الإيجابية بنحو ٢٩٪ فقط. وهذه النسبة لا تبدو كبيرة بما فيه الكفاية لفهم ما يحصل مع الناجحين، فأين ذهبت بقية الـ ٧١٪ من النجاح؟ لذلك تأملنا في الأمر.. وسألنا أنفسنا: ماذا يفعل المتعلم المتحفز نحو تعلم الإنجليزية؟ إنه يجتهد ويمارس ولا يستسلم حتى يحقق الهدف المرجو. جاء الوقت إذا لاختبار نموذج للدافعية وضعنا فيه هذا العامل المهم الذي تحدثت عنه الدراسات والكتب العلمية. إنه “الاجتهاد“. فيكاد يجمع الباحثون أن الاجتهاد هو العربة التي تنقل ما تسمعه وتقرأه من البيئة الخارجية ليتم تخزينه في عقلك.

قررنا أن نختبر نموذج للدافعية على النحو التالي: إشباع للحاجات النفسية للمتعلم –> دافعية داخلية –> اجتهاد وممارسة –> إتقان للغة الإنجليزية

لقد أشرت في مقالة سابقة عن الحاجات النفسية وأهميتها من هنا، ولهذا سأفترض أنك تعرفها

أشارت نتائج اختبار هذا النموذج إلى قفزة واضحة في فهم أسباب نجاح التعلم من ٢٩٪ إلى ٤٤٪ بين متعلمي اللغة الإنجليزية. ألا يبدو هذا الارتفاع منطقياً؟ اجتهادك وممارستك ستقفز بدافعيتك إلى مستوى مرتفع من فرص النجاح. يجدر بنا أن نشير كذلك إلى أن الشعور بالكفاءة والارتباط بالآخرين (ضمن الحاجات النفسية) كان لهما دور كبير كذلك في التنبؤ بنجاح تعلم اللغة الإنجليزية.

يقول العالم المتخصص في تعلم اللغة الثانية روبرت قاردنرز أن المتعلم الذي لا يُظهر رغبة في تعلم اللغة الثانية ولا يبذل جهداً واضحاً اتجاهها فهو ليس سوى شخص عادي ولكن بتوجهات إيجابية نحو تعلم تلك اللغة! نعم الممارسة الشفوية لما تم الاستماع إليه، وكتابة ماتمت قراءته هو سر نجاح المتحفز وصاحب الرغبة الكبيرة. لا تتوقف واستمر في الممارسة وراجع أهدافك أسبوعياً وشهرياً.

يقول البعض: إن النصائح حول تعلم اللغة الإنجليزية تشبه إلى حد كبير النصائح حول ممارسة الرياضة.. نسمعها ولكن لا نطبقها! أرجو أن لاتكون من هذا النوع بل تبدأ بخطة جادة نحو التعلم وذلك من خلال وضع أهداف كبيرة وعميقة لذاتك وبعيدة المدى.

أتمنى لكم التوفيق والنجاح دائماً

لا توجد أفكار عن “الرغبة وحدها لاتكفي لتعلم اللغة الإنجليزية!”

  1. عبد الرزاق العوض

    مقال مفيد ورائع ،انا والكثير من الذين يحبون تعلم اللغة الانجليزية نواجه نفس الشعور ،رغبة التعلم وضعف التلقي والحفظ ،اتمنى التوفيق للجميع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *