هل أنت “منخرط” في تعلم اللغة الإنجليزية؟

عندما نتحدث عن الدافعية نحو تعلم اللغة الإنجليزية فنحن نتحدث عادة عن سبب اختيارنا لتعلم هذه اللغة. هذه الأسباب على اختلاف أشكالها تطرقت لها بشكل موسّع في كتابي “حفز نفسك بفاعلية في تعلم اللغة الإنجليزية“. ولكن السؤال الذي من المهم أن نطرحه هو.. ما الذي سيحقق النجاح والثبات في دافعيتنا نحو التعلم؟ دعونا نعرف ذلك سوياً

هناك عنصر حيوي ومرتبط تماماً بالدافعية نحو تعلم اللغة الإنجليزية (واللغة الثانية عموماً) ولكن قليل من ينتبه له. لاحظوا أن الكثير يريد دافعية عالية نحو تعلم الإنجليزية، وربما ينجح المتعلم في تحفيز نفسه ولكن سرعان ما تفقد هذه الدافعية بعد فترة من الوقت! لماذا؟ هناك عنصر مهم يرتبط بالدافعية وتظهر أثاره جليّة بعد فترة من الوقت، تجده عندما تسمع أحدهم يقول: “دروس اللغة الإنجليزية يجب أن تكون مرتبطة بما نعيشه” أو “دروس اللغة الإنجليزية مملة” أو “أنا غير مقتنع بطريقة تدريس هذه المادة”. إذاً أين المشكلة ولدينا دافعية كافية؟

المشكلة يا سادة قد تكون في قلة الإنخراط في تعلم وممارسة اللغة الإنجليزية.

وحتى يكون هذا الأمر واضحاً دعونا نتخيل هذا الموقف: شخص يمسك بعصا التحكم في لعبة الفيديو مشوقة (بلاي ستيشن أو إكس بوكس مثلاً) عينيه على التلفاز مشدودة تماماً، ويديه ممسكة بيد التحكم بكل قوة، فيأتي السؤال هنا: هل هذا الشخص منخرط في اللعبة؟ بالتأكيد نعم! لكن لماذا؟ الإجابة تكمن في أن اللعبة تتحدى اللاعب بشكل ممتع وبطريقة تجعله يتجاوز المراحل بشكل ممكن وبجهد معقول. وحتى تحافظ هذه الألعاب على انخراط اللاعب بأكبر قدر فهي تقدم خيارات للصعوبة (سهل، متوسط، صعب) فيختار اللاعب ما يناسب قدراته. وعندها سيكون من شبه المستحيل أن تطلب من هذا اللاعب المنغمس في اللعبة أن يترك عصا التحكم بشكل فوري ليتحدث معك. ألا توافقوني في ذلك؟

يمكن أن نرى أثر الإنخراط في التعلم كذلك عند الأطفال عندما يحاولون تعلم ركوب الدراجة الهوائية (السيكل) لاسيما عندما يرون أن أصدقائهم قد بدأو بالفعل بالتعلم وإجادة ركوب الدراجة. ستجد الطفل حينها يحاول ويحاول رغم أنه قد يقع فيؤذي نفسه أو يجرح ساقه. أنت لاتحتاج إلى تحفيز هذا الطفل فلديه مايكفي ولكنه يحتاج فقط للإنخراط والممارسة وحينها ستكون مسألة وقت حتى يتقن الركوب.

متعلم اللغة الثانية ليس بعيداً أبداً عن هذين المثالين. فالرغبة في تعلم اللغة (وهي أحد أنواع الدافعية) لاتكفي لوحدها إن لم يتبعها إنخراط في الممارسة وتعلم اللغة. ولقد رأيت أثر هذا العنصر وأهميته حتى على المبتعثين في البلدان التي تتحدث اللغة الإنجليزية. فكم حدثني من شخص بعدم وصوله إلى حد مرضي بعد عدة شهور من العيش في بلد يتحدث الإنجليزية، وعندما أسأله عن أخبار الممارسة والإنخراج يخبرني بأنه لايريد أن يتحدث مع الناس أو يمارس اللغة معهم! بعضهم يتحجج بأن الناس هناك غير ودودين أو منفتحين.. وهذا يعيدنا إلى موضوع مهم تحدثنا عنه في تدوينة سابقة (لا تكن مجرد وعاء!) فأرجو الرجوع إليه للفائدة وليكتمل العقد.

✅ نصيحتي لك:

🔵 الرغبة والهدف في تعلم اللغة ركيز أساسية لكن من دون الإنخراط أنت لا تبني شيئاً!

🔵 لاتتحجج بالناس هناك وشخصياتهم وطبائعم. غيرك الكثير ممن مارس معهم اللغة ونجح في التعلم.

🔵 أبحث عن المواد التعليمية التي تتحدى قدراتك اللغوية وتنخرط فيها بطريقة +1 كما تطرقت لها في الكتاب.

 

أتمنى لكم ممارسة ممتعة وتعلم ناجح بإذن الله🌹

فكرتين عن“هل أنت “منخرط” في تعلم اللغة الإنجليزية؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *