سنتحدث اليوم عن قضية مهمة حول تعلم اللغة الثانية تتربع في أعماق مشاعرنا الداخلية ودورها لاينكره أحد. نحن نتحدث عن الثقة بالذات. فما هي أهمية هذا الموضوع ياترى؟؟
إن المدى الذي تؤمن فيه بنفسك وتثق بها هو معيار لمدى نجاحك في تعلم اللغة. يمكنك أن ترى ذلك بوضوح في نفسك أو فيمن حولك. إذا وثقنا في أنفسنا كأشخاص: فعالين، متحفزين، حيويين، فذلك له أبلغ الأثر في طريقة نظرتنا إلى أنفسنا وذواتنا. إن تقدير الذات أمر مهم وبقدر ما تقدّر نفسك ومهاراتك وتعتقد بأنك قادر على أداء وممارسة المهارات اللغوية المختلفة بقدر ما تكتسب اللغة أسرع وأسهل.
لقد كنت في يوم من الأيام في جلسة استشارية مع أحد الأصدقاء حول تعلمه للغة الإنجليزية. أخبرني بأنه شخص مجتهد في تعلم اللغة، حيث أنه يقضي ساعات طويلة قد تمتد إلى ٦ ساعات في التعلم. ربما يقضيها في المكتبة بين الحاسب الآلي او كتاب أو شريط. اختار هذا المتعلم أن يبدأ من قناة TED للخطب الملهمة، وهو موقع فيديو رائع ولاشك. قضى صاحبنا يتعلم المفردات الجديدة من هذا الموقع بطريقته الخاصة، وإذا به يتفاجئ بأحد زملائه يمر عليه ويسأله: ماذا تفعل؟ قال له أتعلم من TED المفردات الجديدة، أسمع الخطبة ثم أفرغها كتابةً. فقال له: يارجل أنت تضيع وقتك هكذا! فاندهش صاحبنا وقال له: إذاً ماذا أفعل؟ فقال له: جرب الموقع الفلاني. فقام صاحبنا بتجربة الموقع والتعلم منه، وأمضى أياماً فيه ليتفاجئ بشخص آخر يمر بجانبه ويسأله: ماذا تفعل؟ قال له: أتعلم من الموقع الفلاني. فقال له: يارجل أن تضيع وقتك هكذا! فاندهش صاحبنا للمرة الثانية ولكنه لم يسأل عن الطريقة بل توقف فوراً وعاد للبيت حائراً وعرض عليّ المشكلة. هل تعرفون أين المشكلة أيها القراء الكرام؟ إنها عدم الثقة في النفس. ولهذا أقول: إذا سلكت طريقاً في تعلم الإنجليزية (بعد استشارة مختص) فامض في التعلم ولاتفتح أذنك لكل شاردة وواردة فالنصائح لاتنتهي لأن التجارب البشرية لاتنتهي. أخبرت صاحبي بأن النصائح المبنية على “التجارب فقط” تختلف كما تختلف أشكال البشر!
تذكر: إن تعلم اللغة الثانية يحتاج أن نتغلب فيه قليلاً على مشاعر الضعف و القلق والتي تؤثر سلباً على الثقة بالذات
والآن هل صادف وأن شعرت بأن ثقتك بنفسك كان لها دور ملموس في استجابتك نحو تعلم اللغة؟ شاركنا برأيك وتعليقك بالأسفل فنحن نستفيد من بعضنا البعض.
يعطيكم الف عافية
الله يعافيك يا عمر.
بالفعل عدم الثقة بالنفس او نسميها الخجل تقريبا، هي العائق في تعلم اللغة الثانية، فهل من طريقة لكسر حاجز الحياء والخوف من الخطأ؟؟
بالفعل عدم الثقة بالنفس او نسميها الخجل تقريبا، هي العائق في تعلم اللغة الثانية، فهل من طريقة لكسر حاجز الحياء والخوف من الخطأ؟؟
.
ارى ان الاحساس بالرغبة بالمثالية في الحديث مع الآخرين هو اهم سبب في منعنا من التعلم بسرعة وبسهولة. بمعنى انه لدينا صوت داخلي يقول يجب أن يكون حديثي صحيح لغويا ونطقا واسلوبا وانتقاء للكلمات ..الخ. في حين أن الطرف الآخر لا يهمه أن تتكلم بشكل صحيح بقدر ما يهمه أن تفهمه وان تستطيع إيصال معلومتك بأي طريقة فضلا عن انه يعرف ان الطالب يعتبر متحدث لغة ثانية فلا يحمل هذا الضغط تجاهك. ومع معرفتنا اننا لن نصل لتلك المثالية في الحديث، حينها يحدث أشبه ما يكون بالتعارض مع الصوت الداخلي ويظهر حينها القلق و التوتر. طبعا يزداد التوتر مع خروج الطالب من مرحلة تعلم اللغة الى مرحلة دراسة مثلا الماجستير، ويبقى الصوت الداخلي بالمثالية يزداد والدخول بمرحلة كيف أخطأ الان وانا ادرس مرحلة التخصص وهي مرحلة يجب أن أكون جاهز تحدثا فيها! فيركن للانسحاب من بدء الحوارات مع الآخرين الى السكوت.