كيف نحفز أبناءنا لقراءة وتدبر القرآن – من وحي الدراسات والتجارب

لا أخفيكم سراً أن هذا الموضوع هو من أكثر المواضيع أهمية لأن يتم تسليط الضوء عليه. إننا نتحدث عن القرآن الكريم كلام الله عز وجل، وعندما يكون التحفيز عن القرآن الكريم فهو بهذا المستوى الرفيع وهذا الشرف العظيم، ولهذا نحن بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والعناية العلمية والأخلاقية، والتأمل ثم التأمل. إن قضية تحفيز الأبناء نحو قراءة القرآن الكريم وتدبره هدف عظيم و قيمة عميقة لأن أثرها بيّن في الحياة الدنيا والآخرة. وهذا الموضوع يستحق من دون أدنى شك إلى كتاب كامل، ولكن مايترك جله لايترك كله، ولهذا دعونا نتعرف على الطريقة الصحيحة في تحفيز أبنائنا وطلابنا نحو قراءة وتدبر القرآن الكريم


في البداية يجب أن نسلط على نقطة مهمة حول القرآن الكريم، وهي ببساطة تتمحور حول أهمية التدبر والتأمل والتفكر في قراءة القرآن. إن أحد أهم أسباب إنزال الله للقرآن هو أن يتدبر الناس ما فيه من موعظة وعبرة فتتغير بها أحوالهم إلى الأصلح والأفضل. ولقد ذكر الله عز وجل ذلك في أكثر من موضع. يقول الله تعالى {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29]، وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقال: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الزمر:27]. وقد أجاب الإمام ابن القيم عما إذا كان التدبر أفضل من التلاوة من غير تدبر فقال كلاماً نفيساً أنقله لكم بتصرّف، يقول: “إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا. فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم.” و يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة). لذا، فليكن همّنا الأكبر يدور حول تمكين أطفالنا من التعمق في فهم القرآن والاستمتاع في قراءته والغوص في معانيه التربوية والمفيدة.

كيف نحفز أطفالنا نحو تلاوة تدبر القرآن إذاً؟

تشير الدراسات التربوية بأن هناك نوعين من الدوافع يمكن للأشخاص أن يتبنوا أحدها أو ربما كلاهما. هما: الدافع الداخلي (أحب أن أسميه بـ الدافع الذاتي)، والدافع الخارجي. ويشار إلى الدافع الذاتي بالرغبة الذاتية لأداء النشاط، وحصول المتعة أثناء الانخراط في المهمة، ما يؤدي إلى اندماج كامل في المهمة أو النشاط. وأما الدافع الخارجي فهو أداء النشاط من أجل حوافز خارجية مشروطة موقوتة كالحصول على جائزة/مكافأة أو تجنب عقاب أو مشكلة. وتشير عدة دراسات يمكن الرجوع لها في كتاب Self- Determination Theory: Basic Psychological Needs in Motivation, Development, and Wellness كيف أن الدافعية الذاتية تقود إلى آثار إيجابية على الفرد فيما يتعلق بالانخراط في أداء النشاط، الإزدهار، الإبداع، الاستمرار في أداء العمل حتى بعد انقطاع الحوافز الخارجية.. وغيرها. وعلى العكس فرغم أن الدافعية الخارجية قد تبدو فكرة جيدة إلا أنها لا تحمل آثاراً إيجابية على المدى البعيد. فالدراسات تشير إلى أن المتحفزين خارجياً لا يستمرون في أداء العمل، ولا يبدعون، بل يحاولون البحث عن الطرق السهلة والمختصرة لإنجاز المهام. وقد قمت شخصياً بعشرات الدراسات يمكنك الاطلاع عليها حول التأثير الإيجابي للدافع الذاتي والتأثير السلبي للدافع الخارجي.

الدافع الداخلي يؤدي إلى ثمار إيجابية على الفرد على المدى القصير والبعيد، وهذا ما لا يؤدي إليه الدافع الخارجي

وكيف إذا كان الحديث عن القرآن الكريم؟ إننا نريد من أبنائنا أن يزدهروا في تلاوتهم للقرآن الكريم، أن تعمقوا في فهم تعاليمه وهديه الحنيف، أن يكون القرآن رفيقاً لحياتهم ومرشداً لها، أن يجدوا فيه حلاوة وطراوة، أن يتمثلوا مافيه من آيات وإرشادات في حياتهم. وهذا في الغالب لن يتأتى ما لم يتمكن حب القرآن من قلب القارئ له. وقد أثبتت دراسات تربوية في الكتاب السالف الذكر بأن النشاط الممتع بذاته يمكن أن يتم إفساده إذا ماتم استخدام الحوافز الخارجية لإنشاء وتعزيز النشاط. كيف ذلك؟ تأمل القصة التالية لتستوعب أثر التحفيز الخارجي السلبي على الدافع الداخلي على أبنائنا.

أحمد طفل يحب لعب كرة القدم، يمارسها باستمرار مع أصدقاءه بكل استمتاع، يفوز تارة ويخسر تارة آخرى، ولكنه يظل مستمتع، إنه يستأذن والديه للذهاب للعب كلما سمحت له الفرصة باللعب وذلك بكل شغف، ولا يتوقف عن اللعب حتى نهاية الوقت المسموح له ليعود بعدها للمنزل. تفاجأ أحمد بوالده يقول له ذات يوم: يا بني أريد أن أشجعك على اللعب لتكون لاعباً أفضل. فقال له: إذا قمت بتسجيل هدف في المباراة فسأعطيك ١٠ ريالات مكافأة! تفاجأ أحمد في بداية الأمر فهو لا يحتاج لمثل هذا النوع من التحفيز ليلعب، ولكنه رحب بالفكرة فهي ١٠ ريالات فوق اللعب وذلك لكل هدف، ومن قد يرفضها؟! ذهب أحمد هذه المرة بحماس شديد أكثر من العادة للعب، وأصرّ هذه المرة أن يكون في قلب الهجوم من أجل تحقيق هدف.. فهناك عشرة ريالات تنتظره، وفعلاً استطاع أحمد تسجيل هدف في هذه المباراة وعاد إلى والده ليعطيه الـ ١٠ ريالات مكافأة على تسجيله الهدف! في المبارات التالية ذهب أحمد للعب وقلبه متلهّف إلى العشرة ريالات التي سيكسبها من تسجيله لهدف جديد. قرر أحمد كما في المرة الماضية أن يلعب في قلب الهجوم ورفض طلب الكابتن أن يلعب في خط الوسط. أنتهت المبارة بفوز الفريق ولكن مع الأسف لم يستطع أحمد أن يحقق هدفاً هذه المرة وخرج من المباراة بخفيّ حنين. زملاؤه بدأو يلحظون تصرفات غريبة من أحمد على غير عادته، فهو حزين رغم فوز الفريق! إنه يغضب أكثر من العادة، لم يعد يحب يلعب إلا في خط الهجوم من أجل تحقيق أهداف، رغم أن الإتفاق أن يلعب الجميع في كل المحاور ويتبادلون الأدوار بالتقاسم.

ما الذي حصل يا كرام؟ ألم تكن الـ ١٠ ريالات محفزاً جيداً؟ لقد كانت محفزاً سريعاً ووقتياً فقط، حيث لاحظنا أن التحفيز الخارجي أفسد الدافع الداخلي لأحمد (حب لعب الكرة) ولم يعد يستمتع باللعب كما في السابق لأن تفكيره (أو دافعيته) أصبح مرتبط بالمكافأة بشكل واضح وصريح. لم يعد الأمر لدى أحمد لعب واستمتاع ورياضة بل هو الآن تحقيق هدف في المرمى من أجل ١٠ ريالات. لقد فقد أحمد حبه لهذا النشاط بسبب والده الذي لم يرد له إلا خيراً إذ حفزه. نقول أن والد أحمد أخطأ طريقة التحفيز فأخطأ النتيجة. و بذات الأهمية أخي القارئ نقول بكل وضوح: لانريد لهذا أن يحدث مع أطفالنا في علاقتهم مع القرآن الكريم!

قد تفسد استمتاع ابنك لتلاوته للقرآن وتدبره إذا أدخلت عليه حوافز خارجية!

علمنا الآن بالضرر المترتب والمحتمل من استخدام الحوافز الخارجية على أطفالنا، فماذا لدينا لنستخدمه في التحفيز إذاً؟ التحفيز الداخلي/الذاتي هو الحل، ولهذا قمنا بسؤال الأصدقاء في تويتر وسناب شات عن الطرق التي يمكن من خلالها تحفيز الأبناء ذاتياً لتلاوة القرآن وتدبره. وخرجنا بجملة من الأفكار اللطيفة. أضفت لها ما أعتقد أنه يتوافق مع الدراسات الحديثة بما ينسجم مع نظريات الدافع الذاتي. وأحب أن أشير وأعترف أن التحفيز الذاتي هو الأصعب مقارنة بالتحفيز الخارجي، فهو يحتاج إلى صبر ومحاولة وطول بال. ولمساعدتك قمنا بجمع بعض الأفكار التي قد تعينك في هذا المسشوار. الآن دعونا نبدأ ببعض الأفكار التي يمكن أن ننفذها مع أبنائنا لتحفيزهم لقراءة القرآن:

١. كن قدوة

يتعلم الطفل من والديه الكثير عبر المشاهدة والمعاينة المباشرة لهم، فيقلّدهم فيما يفعلون ويقولون. فعندما تكون الأم حريصة على قراءة القرآن فإن طفلها سيرغب بتقليدها. وكذلك الأب، فعندما يقوم بأداء الصلاة في المسجد ويأخذ ابنه معه للصلاة فقد يجد الأب فجأة بأن الإبن يذكّره بالصلاة التالية، وهكذا.. تقول “هند” و “نادية الشهراني” من تويتر: الطفل إذا رأى والده أو والدته وبيده مصحف سيسارع لتقليدهم. حفّزهم بالقدوة.
إذاً.. كونوا قدوة لأبنائكم وبناتكن لتجدوا الأثر الإيجابي ينعكس عليهم.

٢. حدد وقت للأسرة

يمكن للأسرة أن تحدد وقت تتفق عليه لقراءة شيء يتعلق بتفسير القرآن الكريم، وهذا يزيد من الارتباط الإيجابي بين أفراد الأسرة في مرضاة الله، ونشير كذلك إلى أن التفسير يمكننا من فهم القرآن أكثر ويصحح بعض المفاهيم التي نظنها بشكل معين. وهنا ننصح بتفسير سهل القراءة من أمثال التفسير المميز (المختصر في التفسير) (ويمكن تصفّحه من خلال هذا الرابط) حيث يتوفر في غالب المكتبات بسعر معقول. تقول “رشا” من تويتر: تحديد وقت لمشاهدة تفسير قدر معين من القرآن يومياً من خلال اليوتيوب (مثلاً) أو قراءته من خلال الكتاب مباشرة، ثم حث الأبناء على تلاوة هذا القدر من القرآن.
كما أحب أن أضيف فكرة أخرى بجانب قراءة التفسير، حيث أن الأسرة ستختلف في موضع القراءة فقد يكون الأب قد وصل إلى قراءته إلى سورة يونس، بينما الأم في سورة هود، والطفل في سورة تبارك، فيمكن أن يكون هناك جدول يومي للتفسير لا يرتبط بقراءة أفراد الأسرة.
كما أقترح أن تكون كتب التفسير والمصحف متوفرة بشكل واضح على طاولة الصالة بحيث يسهل الوصول إليه وقراءته.

٣. أشعل الفضول في ابنك

يمكنك من خلال أوقات الفراغ التي تباغتك في اليوم والليلة (ربما أثناء التسوّق أو أثناء الطبخ أو أثناء فترة الإستراحة) أن تثير الفضول لدى ابنك بسؤاله عن شيء حول القرآن. (مثال) جرب أن تسأل ابنك عن تفسير آية: هل تعرف معنى قول الله تعالى (ثم دنى فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدني)؟ أو تسألي ابنتك: هل تعرفي ما الفرق بين السور المكية والمدنية؟ فهكذا أنت تثير الفضول في طفلك وتحببه لاستكشاف معاني القرآن وفهمه أكثر وأكثر.

٤. عرّف ابنك بأجر تلاوة القرآن وتدبره

بحسب ما تذكره الدراسات في الدافعية فإن احد الوسائل التي تحفز أداء النشاط بصورة إيجابية هي تعريف الإبن بأهمية هذا العمل وأثره على نفسه. وكما يقول “حبيب محمد” من تويتر: يمكنك أن تعرف أبنائك بأجر وثواب تلاوة القرآن وتدبره. وهذا صحيح بالفعل ومحفز إيجابي بلاشك. إن ثواب قراءة القرآن يتجاوز الحسنات فقط، فعلى الرغم من أن كل حرف بعشر أمثالها فإن للقرآن بركة على قارئه، وبركته تمتد لتصل أهل البيت، القرآن حفظ من الشرور وحصن حصين من الأخطار. يمكنك أن تخبري ابنتك بأن مريم عليها السلام كانت تعتكف المسجد وتعبد الله تقرباً له وأن الله يحب النساء اللاتي يتلون كتاب الله.

٥. أختر قصة من قصص القرآن

لقد أورد الله عز وجل في كتابه الكريم الكثير من القصص العظيمة للأنبياء وغيرهم، مما فيها العبرة والفائدة للبشرية. ومن طبيعة البشر حبهم للقصص وانجذابهم لسماعها. وهنا يمكن الاستفادة من هذه القصص وحكايتها للأبناء في المنزل أو في السيارة أو في المسجد ثم الاستشهاد بآيات القرآن لهذه القصة. وكما يقول “عبدالمحسن المطيري” من تويتر: أفصل طريقة هي ذكر القصص من القرآن. وتقول “سامرا” من تويتر: الأهمية بالنوع وليس الكم.

٦. أعط الفرصة هذه المرة لأبنك

يحب بعض الأولاد والبنات أن يشاركوا برأيهم أو أن يطرحو مشاركتهم بأسلوبهم الجميل. وهذا من شأنه تحفيزهم ذاتياً وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في أمور الخير. جرب أن تطلب من ابنك هذه المرة أن يقدم للعائلة قصة من قصص القرآن من حفظه أو تلاوته السابقة وذلك بأسلوبه البسيط (مثل قصة أصحاب الأخدود أو قصة نزول الوحي) ثم يتلو آياتها من حفظه أو بالتلاوة مما يتيسر من آيات هذه القصة.

٧. استعمل الرسوم المحببة للأطفال

يحب الأطفال الأمور التي يكون فيها رسوم أو تلوين، وهذا من طبيعة الأطفال التي يجب استغلالها وتحبيبهم إلى قراءة القرآن وتدبره. تقول المشاركة “F” في تويتر: يمكن وضع صورة شجرة وفي أوراقها صورة سور القرآن، بحيث يقوم بتلوين سور القرآن التي تم إنجازها. أرفق لكم في هذا الرابط ثلاثة أمثلة في ملف واحد.

٨. التلاوة العطرة تحبب للتلاوة

من أجمل الأمور التي سمح الله بها لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم هي تلاوة القرآن والتغني به. ففي الحديث الذي صححه الألباني: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن). التلاوة العطرة تحبب السامع إلى القرآن وتجعله يتأثر بآياته. وهنا يمكن أن يقوم الوالدين بتشغيل تلاوة عذبة وجميلة من خلال الإنترنت أثناء فترة النهار، وربما محاولة ترديدها مع القارئ وبذلك يتحفز الإبن للتجربة والتغني بالقرآن.
يمكن كذلك استخدام التلاوة العطرة من أجل غرض الحفظ. فيقوم أحد الوالدين بتشغيل قدر معين من السورة ثم ترديده سوياً ثم إعطاء فرصة للطفل للتلاوة أو التسميع.
ويمكن أيضاً أن نتيح للإبن أن يقوم باختيار التلاوة التي يريد سماعها لهذا اليوم عبر الأسماء التي يقدمها له الوالدين. فبهذا نحن نجعل الطفل يتخذ قرارات نابعة من ذاته يتبناها في الإتجاه الصحيح، و نحفزه لاحقاً للاختيار السليم.

٩. كن لمّاحاً

إذا وجدت رغم تطبيقك لبعض الأفكار التحفيزية بأن طفلك فاتر الهمّة وقليل الحماسة، لاتقم بتوبيخه أو احتقاره، لا أبداً. ولكن الأم الذكية والأب الحاذق يبحثان عن السبب الذي يسبب الفتور. وهنا يمكن القول بأن أفضل الطرق السؤال المباشر بكل رفق وشفقة. فيمكن للأم أن تسأل: أبني، لقد كنت نشيطاً ورائعاً وقريباً من قراءة القرآن، ولكني أجدك تراجعت عن التلاوة في الأيام الأخيرة. ما السبب وكيف يمكن أن أساعدك؟
وربما يقول الأب لابنه: هل تعلم بأننا في سباق نحو رضى الله وأن المتسابق الفائز هو من يواصل المسير حتى يصل خط النهاية. يمكنك أن تستريح قليلاً ورما يكسل الشخص في المسير، لكن لا تطل الوقوف، عليك أن تستمر لتحقق الإنجاز الذي يشرفك و يرفعك و يرفع أهل بيتك في الدنيا والآخرة.

١٠. اختر له صحبة صالحة

يشكل الطفل صداقات بمجرد دخوله للصف الأول الإبتدائي، ويمكنه أن يتواصل معهم بشكل فاعل فيؤثر فيهم ويتأثرون به. الصحبة -كما نعلم- مؤثرة على كافة الأعمار وتتأكد في حق الأطفال (قل لي من تصاحب أقول لك من أنت). ولهذا، حاول أن تربط ابنك بحلقة قرآن جيدة ومناسبة ليرى الطفل بنفسه أن هناك أشخاص أطفالاً مثله يخصصون وقتاً لتلاوة وتدبر القرآن الكريم فيتأثر بهذا الجو الإيماني. تابع ابنك في الحلقة وتأكد من إنجازه واختياره لأفضل الطلاب صحبةً وصداقةً.

ختاما

قدمنا في هذا المقال عدة أمثلة للتحفيز السليم نحو تشجيع الأبناء لتلاوة القرآن وتدبره. يمكنك تطبيق ما تشاء وبعدد ما تشاء ويمكنك أن تضع جدولا لنفسك تطبق فيه هذه الأفكار مع أطفالك. وما يهمنا أكثر أيها القارئ الكريم هو أن تعرف المبادئ والمفاهيم للتحفيز الذاتي وهو ما تطرقنا له في مقدمة الموضوع. فمن خلال معرفة ماهية الدافعية الداخلية سيمكنك من صنع واستكشاف وسائل جديدة للتحفيز الذاتي أكثر مما استعرضناه هنا. أتمنى لك قراءة نافعة وخاضعة مع القرآن الكريم لك ولأبنائك وأن نرتقي في معارج القبول وفي جنات الفردوس مع السفرة الكرام المبررة، اللهم آمين

6 أفكار عن “كيف نحفز أبناءنا لقراءة وتدبر القرآن – من وحي الدراسات والتجارب”

  1. كنت متأكدة أن في شي يأكد الدافع الداخلي في تعاملنا مع القرآن. ماكنت مقتنعة بالهدايا والفلوس كنوع تحفيز للحفظ والتلاوة.. دائماً المحرك الداخلي أفضل وأطول. شكراً للموضوع

  2. أحضر برنامجا في إطار النشاط المدرسي اللاصفي لتعليم فئة المراهقين التدبر في القرآن وفهم معانيه من خلال مجموعة من موضوعات القرآن مثل القصة، المثل..
    مقالكم أفادني كثيرا. شكرا لكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *